في الوقت الذي شارك فيه ما يقارب 1000 متظاهر، أمس الجمعة، في قرية بلعين، قام جيش الإحتلال بتفريق جمهور محتفلين بعرس في قرية بدرس المجاورة، التي ترفع علم النضال الشعبي ضد جدار الفصل العنصري.
يذكر أنه في السنة الماضية خرج سكان القرية بشكل شبه يومي في مظاهرات ضد جدار الفصل، وانضم إليهم المئات من ناشطي السلام في إسرائيل والعالم. وقد دأب جيش الإحتلال على إعتماد القوة المفرطة في تفريق هذه المظاهرات. كما أن الصور التي ألتقطت لهذه المظاهرات قد وصلت إلى جميع أنحاء العالم وسببت المزيد من "الإحراج" لإسرائيل.
وقال رئيس اللجنة الشعبية ضد جدار الفص العنصري في بدرس، عايد مرار، أن العرس كان حاشداً وطاف المحتفلون في شوارع القرية، وكما هو متبع في مثل هذه المناسبات فقد جرى إطلاق النار في الهواء تعبيراً عن الفرح، إلا أنه سرعان ما سمعت أصوات إطلاق نار من نوع آخر، فخرج مرار على الفور لإستيضاح الأمر فرأى جنود الإحتلال وشرطة حرس الحدود يدخلون القرية من ثلاث جهات كأنهم في حالة حرب، تماماً مثلما حدث في الفالوجة!!
وعلى الفور بدأ الجنود بإطلاق الرصاص الحي والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المشاركين في العرس!! وقام الجنود بمطاردة الأولاد حتى مشارف القرية، ولم يتمكنوا من العودة إلا بعد نصف ساعة، وفي هذه الأثناء قام الجنود، الذين قدموا بأربعة جيبات عسكرية وبعضهم مشاة، بنصب كمين لهم وتمكنوا من إعتقال أحد الشباب (22 عاما). وهاجم الشباب الجنود في محاولة لتخليص رفيقهم من الإعتقال وطاردوهم حتى الجدار، وعندها ركب الجنود سياراتهم وغادروا المنطقة. ومعهم المعتقل.
ويضيف مرار:" لم يتبق أحد من الجنود في القرية فقام الشباب ولكدة ساعتين بتحطيم وتفكيك وحرق أجزاء من الجدار يصل طولها إلى أكثر من 100 متر الذي يمر من أراضيهم التي تمت مصادرتها، باستخدام قبضاتهم العارية وأرجلهم، وهم يهتفون "لا للجدار .. نعم للسلام"!!
في هذه الأثناء وصل إلى القرية متظاهون إسرائيليون وآخرون كانوا في قرية بلعين ومكث بعضهم في القرية طوال الليل خشية أن يقوم جيش الإحتلال باعمال إنتقامية، إلا أن الليلة مرت بهدوء.
يشار إلى أنه في السنة الماضية تمكن سكان بدرس من تغيير مسار جدار الفصل العنصري وانقاذ أكثر من 1000 دونم من أراضيهم بواسطة اعمال الإحتجاج الشعبية المتواصلة. وقد اعتقل منظموا المظاهرات أكثر من مرة إلا أنهم واصلوا إعمال الإحتجاج التي شارك فيها جميع الفصائل في القرية.